كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟
فغضب وقام.
فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه فقال: يا أبا عبد الرحمن إنما قال: تعطي مالا على أن أبايعك.
فقال: والله لا أعطي عليها ولا أعطى ولا أقبلها إلا عن رضى من المسلمين (1).
قلت: كاد أن تنعقد البيعة له يومئذ مع وجود مثل الإمام علي وسعد بن أبي وقاص ولو بويع لما اختلف عليه اثنان ولكن الله حماه وخار له.
مسعر: عن علي بن الأقمر قال:
قال مروان لابن عمر: ألا تخرج إلى الشام فيبايعوك؟
قال: فكيف أصنع بأهل العراق؟
قال: تقاتلهم بأهل الشام.
قال: والله ما يسرني أن يبايعني الناس كلهم إلا أهل فدك وأن أقاتلهم فيقتل منهم رجل.
فقال مروان:
إني أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
وروى: عاصم بن أبي النجود نحوا منها (2) .
وهذا قاله وقت هلاك يزيد بن معاوية (3) فلما اطمأن مروان من جهة ابن عمر بادر إلى الشام وحارب وتملك الشام ثم مصر.
أبو عوانة: عن مغيرة عن فطر قال:
أتى رجل ابن عمر فقال: ما أحد شر للأمة منك.
قال: لم؟
قال: لو شئت ما اختلف فيك اثنان.
قال: ما أحب أنها-يعني: الخلافة- أتتني ورجل يقول: لا وآخر يقول: بلى.
__________
(1) أخرجه أبو نعيم 1 / 293 294 من طريق أبي العباس الثقفي عن عبد الله بن جرير ابن جبلة عن سليمان بن حرب بهذا الإسناد.
(2) أخرجه ابن سعد في " الطبقات " 4 / 169 وقد تقدم في الصفحة (216) ت (1).
(3) قال المؤلف في " ميزانه ": مقدوح في عدالته ليس بأهل أن يروى عنه وقال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه وعده شيخ الإسلام في " منهاج السنة " 2 / 251 من الفساق.